مؤسسة التلفزة التونسية هي مؤسسة عمومية للقطاع السمعي البصري انبثقت عن مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية في 23 جويلية 2007 بعد قرار التقسيم بين التلفزة والإذاعة.
وللتلفزة التونسية قناتان هما الوطنية الأولى والوطنية الثانية اللتان تبثان على الأقمار الصناعية وعلى الشبكة الأرضية.
يعود تاريخ التلفزة التونسية إلى تاريخ 31 ماي 1966 موعد افتتاحها الرسمي، إلا أنه بدأ التفكير جدّيا في إحداث قناة تلفزية تونسية منذ شهر أكتوبر 1962 حيث عقد مجلس كتّاب الدولة (مجلس الوزراء حاليا ) جلسة عمل لدراسة مشروع بعث تلفزة تونسية تكون تثقيفية بالدرجة الأولى وتشمل الجمهور الواسع لتكون أداة تخدم تقدم وازدهار البلاد...
وكان من اشد المتحمسين لهذا المشروع المرحوم محمد مزالي المدير العام لمؤسسة الإذاعة آنذاك، وكانت التجربة الأولى للبث التلفزي في غرة أكتوبر 1965 ودامت ساعة وربع، تلتها تجربة ثانية يوم 29 من الشهر نفسه في بث استمر هذه المرة ساعتين وربع، وفي كل مرّة تمكن سكان تونس العاصمة وضواحيها من مشاهدة عروض مباشرة في الموسيقى والمسرح. وقد لاقت هذه التجارب استحسان الناس لتكون دافعا مشجعا للكفاءات التونسية الشابة العاملة بالتلفزة التونسية التي كسبت الرهان رغم قلة الإمكانيات، وانطلاقا من جانفي 1966 أصبح البث التجريبي أكثر انتظاما وبدأت الصحافة التونسية في نشر الشبكة البرمجية للتلفزة التونسية بالتوازي مع شبكة التلفزيون الإيطالي.
تمّ الافتتاح الرسمي للتلفزة التونسية في 31 ماي 1966 تحت تسمية (إ ت ت ) أي الإذاعة والتلفزة التونسية. وألقى الرئيس الحبيب بورقيبة خطابا قيّما عبر فيه عن انتظاراته من التلفزة في مجالات التوعية الاجتماعية ونشر الثقافة بين الجماهير وكان حضوره دعما قويا لجهود إدارة التلفزة التي شرعت في البحث عن الكفاءات على صعيدي التقنية والإخراج وفي تكوين إطارات جديدة في المعاهد الأوروبية المختصة.
في سنة 1967 أي بعد سنة واحدة من ولادتها أصبحت التلفزة التونسية تبث ثلاث ساعات من البرامج يوميا، إثنان منها باللغة العربية والأخرى باللغة الفرنسية.
سنة 1976 بدت التلفزة التونسية في إنتاج برامجها بالألوان. وفي 12 جوان 1983 أطلقت تسمية جديدة على القناة التلفزية التونسية التي أصبحت (إ ت ت 1) عقب تعزز التلفزة التونسية بالقناة التلفزية الثانية (إ ت ت 2) الناطقة بالفرنسية وكانت ثمرة تعاون بين تونس وفرنسا.
في ديسمبر 1987 بدأت التلفزة التونسية في عرض الدعاية لأول مرة.
في 20 مارس 1990 مثل إطلاق القناة المغاربية التلفزية في تونس حدثا إعلاميا لفت إليه الأنظار وتجاوز صداه وأبعاده حدود الوطن ليبلغ أطراف المغرب العربي الكبير.
وشهدت سنة 1994 ميلاد قناة 21 التي أخذت مكان القناة الناطقة بالفرنسية ورفعت شعار قناة الشباب، إلى الشباب وبالشباب.
وكانت سنة 2010 سنة تحقيق الحلم الأكبر بانتقال التلفزة إلى مقرها الجديد بهضبة الهيلتون بعد عامين من أن استقلالها عن الإذاعة لتبدأ مرحلة جديدة في عمرها الجديد ، وهو مبنى ضخم تمت هندسته خلال ثمانينات القرن الماضي لتكون مقرا لجامعة الدول العربية قبل إقرار عودتها إلى القاهرة سنة 1990.
ويعتبر مبنى التلفزة التونسية الجديد الأكثر حداثة على الصعيد العربي والإفريقي، تم تجهيزه بتقنيات حديثة للتصوير والتركيب والبث والإضاءة وغيرها...
إلا أن النقلة النوعية الحقيقية تحققت بفضل ثورة 14 جانفي 2011 عندما تحولت من مرفق حكومي يتكلّم باسم الدولة إلى مرفق عام ومرآة للمجتمع التونسي، وتضطلع التلفزة التونسية بدورها في بناء الإنسان وصياغة الأفكار وتنوير العقول وتوفير حق المواطن في المعلومة، والمشاركة في عصر الاتصال المعولم رغم مناخ المنافسة الشرسة، وذلك سعيا إلى مواصلة أداء رسالتها المقدسة في خدمة المشروع الديمقراطي والإصلاحي الذي أطلقته ثورة الرابع عشر من جانفي 2011.